- Abuna Chori المجلد.jpg (521.27 KiB) تمت المشاهدة 2206 مرات
ولا يأتي إلى دينونه بل قد أنتقل من الموت إلى الحياة. (يوحنا 5 : 24)
هذا القول الرباني يبعث البهجة والفرح في نفوسنا، بأن الحياة الحقيقية والأزلية مع المسيح ستأتي بعد الموت. إذ لا سلطان للموت على الذين يسيرون في طريق الحق والحياة ويتبعون تعاليم السماء.
وها هو أبونا الخوري يعقوب لبّى نداء ربّه وهرع إلى أحضان حبيبه يسوع يوم 24 آذار قبل يوم واحد من سيامته الكهنوتية التي كانت في 25 آذار 1962م في مدياد أي قبل 55 سنة كاملة.
انتقل من هذه الحياة الفانية ليعبر إلى الحياة الأبدية، تنتهي خدمته الأرضية فيدخل ليبدأ من جديد خدمة حقيقية في الكنيسة المنتصرة في عالم غير هذا العالم الذي تعيش فيه اجسادنا، عالم خالي من كل الشرور والشوائب، بعيد عن الهموم وقساوة الحياة عالما روحيا صافيا هادئا مقدسا.
أخوتي المؤمنون
اشكر الله على كل ما يمنحنا من نعم ومواهب وأشكره لاختياره لي أن اصبح صديق مقرب للأب الخوري يعقوب بالرغم من فارق السن الكبير بيننا حتى ادخل إلى عمق قلب وفكر هذا الرجل، رجل الله حامل جسد ودم المسيح لمنحه سر الكهنوت العظيم وخادم اسرار الكنيسة المقدسة، حتى أستطيع الغوص في بحر كنوز إيمان أبناء طورعبدين وأشتم رائحة بخور الرهبان والمصلين والبحث في جزء من تاريخ القرن المنصرم لشعبنا السرياني الذي عانا الويلات والآلام والتعدي عليه والمجازر والهجرات التي حلت به والوقوف بجانب هذا الصرح السرياني الذي فاض منه عبق الإيمان المسيحي وتراث وحياة السريان. فتح لي قلبه وحياته لاشتف منه القصص والعبر وقساوة الحياة وعن خدمته وحياته، فدونتها في كتاب بعنوان "الخوري يعقوب، مدياد -بيبرى".
يعجز اللسان والقلم وترحل الكلمات ويحضر بقوة الصمت والدمعة وذكريات لقاءاتنا واحاديثنا. حقا كان رجل الكهنوت محافظا على الإيمان القويم المستقيم وعلى كل ما يرتبط بكنيسة المسيح. تاركاً وراءه تاريخاً طويلاً من العطاء والمحبة والخدمة لله وللكنيسة السريانية المقدسة والإنسانية جمعاء.
شرف لي أن أتعرف عن قرب بأشخاص لهم مكانة كنسية وشعبية أمثال المتنيح الأب الخوري يعقوب فقيد الكنيسة السريانية ورجالات ومؤمني طور عبدين، فقيد أبرشية ألمانيا وبالأخص رعيتنا المتواضعة رعية كنيسة السريان في بيبرى.
بأي كلمات نودعك يا أبونا الخوري وأنت خدمت الرب وخدمتنا. أي صرخة توازي قوة محبتنا وصداقتنا. حقا أدمعت عيوننا وتركت جرح في قلوبنا. كيف لي أن أكتب والأسى أثقلني وقيد لساني ؟! كيف لي أن انثر الكلام واسطر لحظات وساعات ومئات المرات من لقاءاتنا بهذه العجالة؟ كيف أرثيك وأنت جسد خامد لا حراك ولا كلام وأنت تودعنا، تودع هذا العالم الفاني الوداع الأخير لتلتحق بقافلة الشهداء والأبرار والقديسين لتحضر عرس السماء وهم يرتلون ويهللون للقاء بفرح وسرور وأنت تسمع صوت الرب يناديك: كُنْتَ أَمِينًا فِي الْقَلِيلِ فَأُقِيمُكَ عَلَى الْكَثِيرِ. اُدْخُلْ إِلَى فَرَحِ سَيِّدِكَ. (متى 25 :23)
هنيئا لكم يا أبونا الخوري يعقوب الأمجاد السماوية تستحقونها لكثر عطاءاتكم وخدمتكم وتفانيكم ومحبتكم.
ها هي جنود السماء تستقبلكم بقيثاراتها لتفتح لكم الطريق للجلوس أمام العرش الإلهي.
زيل بشلومو كهنو دالوهو
زيل بشلومو رعيو شاريرو
زيل بشلومو ابو رحيمو آبون خورويو يعقوب إلى مثواك الأخير هناك اللقاء وهناك الحياة الأبدية أمين
الدكتور المهندس جبرائيل حنا شيعا
ألمانيا - بيبرى 28 أذار 2017 م
ربما تحتوي الصورة على: شخص واحد، ووقوف ومنظر داخلي
ربما تحتوي الصورة على: 5 أشخاص، وأشخاص يقفون ومنظر داخلي
ربما تحتوي الصورة على: شخص أو أكثر، وأشخاص يقفون ومنظر داخلي
ربما تحتوي الصورة على: شخص واحد، ووقوف ومنظر داخلي
ربما تحتوي الصورة على: 4 أشخاص، وأشخاص يقفون ومنظر داخلي
+13[/color][/align]
