تأملات (16)
لم جئتُ للحياة؟؟؟!!!
قلم بنت السريان

صرختُ عندما استقبلتني الحياة ,وبكيتُ, والكل من حولي يضحك.
ولدتُ في أرض الشقاء,هذه التي تعب فيها أبي, بعرق جبينه يأكل خبزه, وبالاوجاع ولدتني أمّي.
لمَ جئتُ للحياة , وقد جئتُها بغير إرادتي وغصب عنّي؟!!!!!
وبسرّي أعاتب أمي وأبي بقولي
هذا ما جناه أبي عليّ
لمَ جنيتما عليَّ!!!!
صرخات تمرّدٍ واحتجاج أعلنتها بقوّة لحظة ولادتي, عندما غادرتُ رحم أمّي. تحمّلتُ طعنات الحياة الاولى,وأنا وليد اللحظة, والكل من حولي مبتهجٌ ويزغرد, وكأن بكائي ذاك ,عزفٌ منفردٌ يُطرب مسامعهم.
لعلَّ أبي في تلك اللحظة, كان منشرحاً ,وكأنّ قد أزيح عن حمله بعض الشيء , دون أن يدري, إنّي أنا حملٌ مضافٌ فوق كاهله ,فأنا لحمة متراخية , كي يستقيم عودي أحتاج سنيناً تُفنى, من عمر أبي وأمّي.
أمّي نسيت أوجاعها وألامها ساعة المخاض , ما أن رأتني ,ولفّتني بحضنها
آنذاك شعرت بالأمان ,دقات قلبها شدّت إنتباهي, ونبضات دمها أسمعتني أنغم لحن فغفوت على صدرها في أمان
أبي أمّي لم يفكرا, بأن رحلة التعب بدأتْ مع ولادتي, وأحمالهما تلك لن تنزاح عن كاهلهما, إلآ في يوم رحيلهما عن الحياة, وعندها ستلقى تلك الاحمال على كاهلي, وتبدأ رحلة عمر جديد.
عالم غريبٌ, نتوارثه عن بعضنا البعض,والركب سائرٌ في طريقه والسنين تهرول والبشر في دوامة لا يعرف يمينه من شماله,يعيش على هامش الحياة.
وما أكثر الذين يتساءلون لمَ جئتُ للحياة, ولمَ في هذه العائلة بالذات؟!!!!
فمن أراد أن يقف على صلب الحقيقة ,عليه أن يكون إيجابيا في التفكير,ويتفاعل بإيمان مع مقومات الموضوع ,كي يدرك كنه وجوده, ولنبدأ من سقطة أبليس.
وباختصارخلق الله الإنسان بفعل محبته ووضعه في الفردوس ليتنعم بكل
أطياب الجنة , وكانا آدم وحواء أسعد المخلوقات, لا تعب ولا شقاء ولا أحزان.
لم يطب لأبليس نعيم آدم وحواء وقدأخذا مكانته عند الرب ,فأوقع أبليس حواء بالمعصية ,أكلتْ وأطعمتْ آدم من الشجرة التي حذرهما الرب من الأكل منها فطردا من الجنة الى الأرض التي لعنت بسببهما,و بدعاء ,بعرق جبينك تأكل خبزك ,ولحواءبالأوجاع تحبلين وتلدين,
أما للحية فتراب الارض تأكلين , تلدغين عقب الإنسان وهو يسحق رأسك
وبفعل أنموا واكثروا,توالدت البشرية وتشعبّت, عبر ملايين السنين حتى وصلت إلى الساعة التي نحن فيها.
لن ينتهي حديثنا عند هذه النقطة ,إن هناك أحداثاَ غيّرت مجرى البشرية .
وحولت تعاسة أدم وذريته إلى فرح وسعادة,وأعادته إلى أمجاده الاولى.
الله ظهر في الجسد بشخص ابنه يسوع, الذي لبس جسدنا ومات عنّا ,وبموته أحيانا,كونه معادلا لله, وبذلك تحقق العدل الإلهي,وتم الصلح بيسوع مع أبيه وأستحققنا ان ندخل الملكوت موسومين بدم يسوع شهادة الفداء
بعد كل ما تقدم من حديث أرى أن نشكر الرب الذي خلقنا وأنعم علينا وخلصنا من الموت الجهنمي الذي كان علينا نحن ذرّية آدم[/b][/size][/color][/align]